المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, ٢٠٢٠

الإنسان، حوار بين ذئب و حفيده

صورة
       يحكى أن ذئبا صغيرا جلس مع جده مرة يتحاكيان، فالجرو الصغير يسأل و الجد يحكي له عن حگم الزمان. فسأله الصغير: - جدي، أخبرني عن الإنسان. -الجد: الإنسان يا ولدي مخلوق من مخلوقات الله گأنا و أنت، يعيش معنا على الأرض و يأكل كما نأكل و يتكاثر كما نتكاثر، لكن الله ميزه عنا بالعقل و الفطرة يا ولدي، فنحن لنا غريزة و هو لديه فطرة فطره الله عليها. -الجرو: و ما هو العقل و الفطرة؟ - الجد: العقل هو ما يميز به الإنسان بين الصواب و الخطأ، و بين الخير و الشر، و هو ما يستطيع به أن يتطور و يغير من حياته، أما رأيتهم يصنعون أشياء جديدة و يلبسون ما يقيهم البرد و يبنون البيوت و يزرعون الزرع ... إن العقل هو ما يفعلون به كل ذلك. أما الفطرة يا بني فهي ما فطر الله الإنسان عليه، و هي معرفة الله و حب الخير و نبذ الشر و اتباع الحق و الإبتعاد عن الباطل. - الجرو: و هل فطرتهم تدعوهم لقتل بعضهم؟ - الجد: لا يا بني، إن فطرة الله لا تدعو لقتل النفس، فذلك من الشر، و لكن الإنسان دون سائر المخلوقات له حرية الإختيار بين فعل الخير و الشر، و من الناس من يغلبه الشيطان فينحرف عن فطرته فتراه فاعلا للشر، كالقتل و ا

مخاطر استخدام الأنترنت على الأطفال

صورة
#هارون _ الرشيد مقدمة       الأنترنت هو عالم كبير جدا، فيه النافع و الضار، الجميل و القبيح، الإيجابي و السلبي، و حياتنا اليوم متعلقة تعلقا كبيرا بالأنترنت، فقد صارت جزئا لا يكاد يتجزأ عن حياتنا اليومية و تعاملاتنا، و إذا تحدثنا عن العالم العربي خاصة، نتحدث بشكل كبير عن منصات التواصل الاجتماعي، و استخدام الأنترنت اليوم لم يعد مقصورا على فئة دون أخرى، بل لا تكاد تجد أحدا لا يملك حسابا على منصات التواصل.       و من هذه الفئات، الأطفال. و إذا تحدثنا عن الأطفال في أي مجال مجالات الحياة، فإننا نتحدث عن الفئة الغضة الطرية، الفئة صاحبة الأوعية الفارغة التي تنتظر الامتلاء بشغف شديد، الورقة البيضاء الناصعة التي وضعت على طاولة الحياة تنتظر أقلاما تكتب عليها.       و كما نعلم، فتكدس المعلومات و المحتوى على الأنترنت يمثل كمًّا هائلا عشوائيا بالنسبة لعقل طفل. فهل استخدام الطفل للأنترنت بكل حرية آمن عليه و على عقله؟ و هل من الصواب تركه أمام الشاشات دون رقابة من الوالدين؟ و ما هي المخاطر المحتملة على الطفل في هذا العالم الوهمي؟      لا يخفى على أحد أن شبكة الأنترنت فيها الكثير من الأمور الخطيرة، لا سي

حرية اختيار المستقبل للشباب

صورة
#هارون_الرشيد  خلق الله الإنسان و أعطاه حرية الإختيار، فهو مخير في إيمانه أيؤمن أم يكفر، و هو مخير في تصرفاته أشرير أم خير، فالله هو من أعطى الإنسان هذه الميزة دون سائر مخلوقاته فهي مسيرة، و إن هذه الحرية هي محور الإختبار الذي هو فيه، فإن آمن فله الجنة، و إن كفر فعليه كفره و هو في جهنم مذموم مدحور.  و إن هذه الحرية في جميع حياة الإنسان و إن كان في بعضها لمسيرا و ما ذاك إلا القضاء و القدر، و هنا نستذكر نوعا من أنواع الحرية و هي حرية اختيار المستقبل، و أعني بذلك ظاهرة انتشرت في مجتمعنا اليوم بشكل رهيب، ظاهرة تقمع هذا النوع من الحرية بشكل محير. مما يلاحظ أن كثيرا من الشباب اليوم هم في أماكن و دراسات و مناصب عمل ليست من اختيارهم و لا من مواهبهم و لا من هواياتهم، فتجده تحصل على شهادة البكالوريا فأجبره أبواه على دراسة شعبة معينة دون الأخريات، فيفاجئني بعضهم بأن أباه أو أمه قال له: إما أن تدرس هذا أو لست بإبني و لا أنا بأبيك. و إن هذا لقمع واضح لحريته في اختيار مستقبله، أو أجد أحدهم إنخرط في الجيش و إذا سألته قال لك أنا في أسوء  حال،  لماذا؟ لأنه لم يرد الذهاب و لكنهم أجبروه خوفا عليه من الفق

الأرنوب و الثعلب آكل العشب

صورة
قصة قصيرة للأطفال: يحكى أنه كان هناك أرنب بري صغير يعيش في غابة كثيرة الماء و الكلأ، و قد كان هذا الأرنب محبا للكلام يحدث أيا كان من الحيوانات و الوحوش التي يلقاها في الغابة. و في أحد الأيام كان ذلك الأرنب في مرج أخضر من مروج تلك الغابة الغناء يرعى من عشبه و نباته و يلهو بالقفز بين أرجائه، فلقي ثعلبا يمضغ العشب فاحتار في أمره، فقال في قرارة نفسه: لأدنون من هذا الثعلب فلأنظرن ما أمره، و لا خطر علي، فإني تارك بيني و بينه مسافة فلا ينقض علي، و إن هو أراد مطاردتي لأفرن منه و إني لأسرع منه و أعرف بالجحور و المخابئ منه. فدنا منه فوجده يقضم العشب و يمضغه في فمه ثم يبتلعه فاستدار إليه الثعلب و ابتسم له، فابتسم ذلك الأرنب بدوره و قال له: مرحبا، عمت صباحا! فقال له الثعلب مثل ذلك ثم قال: لعلك احترت في أمري، ثعلب من السباع و آكل للعشب؟ فقال له الأرنب: بلى، إني كذلك، فما بالك؟ فقال الثعلب: إني خلوت بنفسي في إحدى الليالي، ففكرت في كوني من السباع و أني آكل لحوم فأتعدي على الضعيف من الحيوانات فأقتله و آكله، و نظرت في أمر العاشب من الحيوانات فاستغربت، إذ أنهم يأكلون العشب و أنا آكلهم، فجسومهم أسمنها